الفتوحات المكية إحدى أمهات كتب التصوف، وأثر فريد في الدراسات الصوفية عامة، والإسلامية خاصة. خلاصة نتاج الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، وما أغزره. يجمع آراءه ونظرياته المختلفة، ويكاد يشتمل على كل ما ورد في مؤلفاته الأخرى.
قضى في وضعه وتمحيصه ثلاثين سنة أو يزيد. فأودعه ثمار درسه وبحثه. وسجل فيه ما اطمأنت إليه نفسه، وما استقر عنده رأيه. ويمكن أن يُعَد، أيضا، خلاصة المعارف الروحية في الإسلام لعهده : عرض فيه ابن عربي لآراء المتصوفة السابقين، وعالج مشكلات الفكر الباطني على اختلافها، سواء أنبتت في الإسلام، أم استمدت من مصادر أجنبية.
فهو ثمرة جامعة لناحيتين مختلفتين ومتكاملتين : يعرض فكر الشيخ الأكبر، في إطار تراث الفكر الباطني في الإسلام عامة. وما أشبهه بموسوعة ثقافية روحية : فيها علم وفلسفة، وقصص وتاريخ، وتفسير وحديث، وأدب وسلوك، وتأملات ومكاشفات. وهو دون تنازع أكبر مؤلف عربي في التصوف وصل إلينا.